يسر الحب سبيلها وأوضح الخلوص دليلها ورجونا من فضلكم على نزارتها قبولها إذ لو كانت الملوك تهادى على قدر جلالها لما اتسعت لذلك خزائن أموالها لكنها عنوان الحب السليم حسب ما اقتضاه الحديث النبوي الكريم .
وفي أثناء شروعنا في ذلك وسلوكنا منه أيمن المسالك وصل إلينا كتابكم الكريم تعرف النواظر في وجوه بشائره نضرة النعيم فاطلعنا منه على ما راق العيون وصفا ونعتا وعبر للخلوص سبيلا لا ترى القلوب فيها عوجا ولا أمتا ولله هو من كتاب كتب من البيان كتائب واستأثر بفلك الإجادة فأحرز به سعادة الكاتب فقسما بالقلم وما سطر ! والحبر وما حبر ! لو رآه عبد الحميد لتركه غير حميد أو بصر به لبيد لأعاده في مقام بليد ولو قص على قس إياد فصاحته لنزله عن منبر خطابته بعكاظ أو سحب على سحبان وائل ذيل بلاغته لأراه كيف يتولد السحر الحلال بين المعاني الرائقة والألفاظ .
ولما استقرينا من فحواه وخطابه الكريم ونجواه تشوقكم لأخبار جهادنا وسروركم بما يسنيه الله من ذلك ببلادنا رأينا أن نتحف أسماعكم منه بما قرت به