وتوالى مده ونجز من الخصب وعده وعلا الترع والجروف وقطع الطريق فأمن من الجدب المخوف وأقبل بوجهه الطلق المحيا وأسبل على الأرض لباس النفع فبدلها بعد الظمإ ريا فحمدنا الله تعالى على هذه النعم ورأينا أن يكون للجناب العالي أوفر نصيب من هذا الهناء الأعم وآثرنا إعلامه بذلك ليكون في شكر هذه النعمة أكبر مشارك فالجناب العالي يأخذ حظه من هذه البشرى ويتحقق ماله عندنا من المكانة التي خصته في كل مبهجة بالذكرى ويتقدم أمره الكريم بأن لا يجبى عن ذلك حق بشارة ولا يتعرض إلى أحد بخسارة وقد جهزنا بذلك فلانا .
الصنف السابع عشر فيما يكتب في البشارة بركوب الميدان الكبير بخط اللوق عند وفاء النيل في كل سنة .
وهو مما يتكرر في كل سنة عند ركوب الميدان ويكتب به إلى جميع النواب الأكابر والأصاغر وتجهز إلى أكابر النواب خيول صحبة المثال الشريف ويرسم لهم بالركوب في ميادين الممالك للعب الكرة تأسيا بالسلطان فيركبون ويلعبون الكرة والعادة في مثل ذلك أن تنشأ نسخة كتاب من ديوان الإنشاء الشريف ويكتب بها إلى جميع النيابات لا يختلف فيها سوى صدرها بحسب ما يقتضيه حال ذلك النائب .
وهذه نسخة مثال شريف في معنى ذلك كتب به في ذي القعدة سنة ستين وسبعمائة لنائب طرابلس وصورته بعد الصدر .
ولا زال تحمل إليه أنباء ما يبرد غلته من مضاعفة السرور وتبث له أقوال الهناء بما يجب علته من النصر الموفور ونخصه من إقبالنا الشريف بأكمل تكريم وأنم حبور .
صدرت هذه المكاتبة تهدي إليه من السلام والثناء كذا كذا وتوضح لعلمه الكريم أننا نتحقق مضاء عزائمه حربا وسلما واعتلاء هممه التي تحرس بها