أيديكم في يوم القيامة نورا ويلقيه في دار الفردوس ملكا كبيرا وحبورا ولولا كذا لسرت إليكم لأعزيكم شفاها وأحدثكم عن ضلوع أحرق هذا المصاب حشاها لكن امتثال أمره المطاع حمل على البدار إلى ما أمر به والإسراع والله D يديم لنا بكم الإمتاع بمنه وكرمه والسلام .
الضرب السادس التعزية بالزوجة .
من كلام المتقدمين .
أبو محمد بن عبد البر .
وقد تقرر عند ذوي الألباب وثبت ثبوتا لا يعلل بالارتياب أن الدنيا قنطرة دائرة ومعبرة إلى الآخرة وأن ساكنها وإن طال عمره وطار في الخافقين أمره لديغ سمها وصريع سهمها فما تضحك إلا لتبكي ولا تؤنس إلا لتنكي وقد نفذ القدر الذي ماله رد ولا منه بد بوفاة فلانه ألحقها الله رضوانه وأسكنها بفضله المرجو جنانه فإنا لله وإنا إليه راجعون تأسيا بالسلف الصالح وتسليا عن ماء الدمع السافح وزند القلب القادح وعند الله نحتسبها عقيلة معدومة المثيل مفقودة الدين والعفة في هذا الجيل متحلية من دعاء الفقراء وثناء الصلحاء بالغرة الشاذخة والتحجيل لقد ذهب لذهابها الرفق والحنان وعدم لعدمها الشيم البرة والأخلاق الحسان وإن فقدها لخرق لا يرقع وغلة لا تنقع وخطب لا يزال الدهر يتذكر فيصدع ولولا العلم بأن اللحاق بها امر كائن وأن المخلف في الدنيا لا محالة عنها بائن وأن التنقل للآخرة ما لا ننفك نسمعه ونعاين لما بقيت صبابه دمع إلا ارفضت ولا دعامة صبر إلا انقضت ولكان الحزن غير ما تسمع وترى والوجد فوق ما يجري وجرى لكن لا معنى لحزن لما يقع فيه الاشتراك ولا وجه لأسف على ما لا يصح فيه الاستدراك وما أنتم بحمد الله ممن يذكر بما هو فيه أذكر ولا ممن ينبه على ما هو بالتنبيه عليه أخلق وأجدر ولولا أن التعازي مما اطرد به العمل