( صدرت هذه الخدمة إلى خدمته متضمنة إهداء سلامه وشاكية لغيبته جور أيامه ومنهية شدة أشواقه التي أفنت بالصبابة قلبه وأذهبت حشاشته ولبه وهي في ذلك نائبه مناب سائر الخدم ومعبرة عن ألسنة الأقاليم بلسان القلم فإن الأعين متطلعة إلى رؤيته والقلوب متعطشة إلى قفوله ورجعته كما تتطلع إلى السماء عيون النرجس وتتعطش الرياض إلى الوابل الغدق بعد اليوم المحر المشمس فالمولى يجعل مواصلته بأخباره فرضا لازما ويمتنع من إغفاله كما يمتنع من لذة الطعام إذا كان صائما فإن المولى هو صورة الجود ومعناه وبيته الكريم فناء الخير ومغناه والناس ما لم يروك أشباه حرسه الله وتولاه وضاعف علاه والسلام - رجز - .
( يا أجمل الناس سناء وسنا ... جفت جفوني لجفاك الوسنا ) .
( ثمار آلام إلام أجتني ... يا ليتني أعلم حظي ما جنا ) .
( وأنتم يا أهل بان لعلع ... مذ بنتم لم أر شيئا حسنا ) .
( أقمتم بمنحنى أضالعي ... وسرتم يا أهل وادي المنحنا ) .
( في بعدكم منيتي لا تبعدوا ... و قربكم غاية سؤلي والمنا ) .
خلد الله سعادته وبلغه من العلياء إرادته وأثل مجده وأدام سعده وأعذب منهله وورده .
المملوك يتشوق إلى لقائه ويتشوف إلى أنبائه ويصف شديد أشواقه وصبابته وحنينه إلى مشاهدة المولى ومشافهته وما يجده لذلك من ألم في جوارحه الجريحة وسقم في جوانحه الصحيحة ويلتمس مواصلته بكتبه آناء الليل وأطراف النهار وأخباره السارة ليتضاعف له مزيد الاستبشار فإن القلب بنار الصبابة قد وقد وأما صبره على بعده فقد فقد ومتى ورد كتاب المولى شفي الغليل وأبل العليل ونجع طعم الحياة ونجح التأميل فليصير وتر