وأطار الوسن عن عينه ونفر الهدوء عن مضجعه حتى تدارك الله تعالى بكتابه الناطق بإقلاع الملم المعرب عن دفاع المهم فرقأ من دموعي ما ارفض وجبر من ضلوع المملوك ما ارتض والتأم من جلده ما تفطر وبرد من خلده ما توقد وجثم ما طار من وسنه وآنس من الهدوء ما نفر عنه والتأمت الآمال بعد انثلامها وبرزت ثمار الأماني من أكمامها وطلع من الرجاء آفله وروي من السرور ماحله وتجدد من السؤدد طامسه وضحك من الزمان عابسه والله تعالى يغض طرف الحدثان عن مهجته ويصرف صروف الزمان عن ساحته ويهنيه بما أعاده إليه من الإبلال ويمليه بما أفاضه عليه من الاستقلال بمنه وكرمه إن شاء الله تعالى .
رقعة وينهي أن ما خامره من قلق وجزع وفرق وهلع بسبب ما بلغه من شكوى مولانا لا تحصره الأوهام ولا تسطره الأقلام ولولا ثقة المملوك بالله تعالى لوهت عقد صبره ولانخلع فؤاده من صدره وقد علم الله تعالى أن هذا الألم لو نقل إلى المملوك لما ثقل عليه وكيف يستثقل ما يخفف عن مولانا وصبه ويحسمه ويعكف له سلك الشفاء وينظمه والله تعالى يجعله في أمان من كفايته وضمان من حياطته إن شاء الله تعالى أجوبة كتب الشفاعات والعنايات .
قال في مواد البيان هذه الكتب إذا أجيب الملتمس إلى حاجته فينبغي