وأن يقتصد مع ذلك ثم قال وينبغي أن يقصد إلى استعمال الدعابة في المواضع اللائقة بها والأحوال المشابهة لها ولا يودع بابا من الأبواب ما لا يحتمله من الخطاب فإن القصد في هذا النوع من المكاتبات إنما هو الإعراب عن الظرف والبراعة والإبانة عن طلاقة النفس والإنسلاخ من تعبيس الفدامة والجهامة ثم عقب ذلك بأن قال ومن وقف من ذلك عند الحد الكافي ولزم فيه الأدب اللائق بأهل التصافي دل على ما ذكرناه وشهد لمستعمله بإحراز ما وصفناه ومن تعدى ذلك عد من المجون والملاعبة وحسب من رذالة الطبع ونذالة الخيم وسفه اللسان وغير ذلك من الأمور التي لا تليق بالكاتبين الكرام الذين هم خيار الأنام وولاة النقض والإبرام وختم ذلك بأن قال والكاتب إذا كان مهيأ الطبع للانطباع برسوم الصناعة ومناسبة أوضاعها أغناه الوقوف على هذا القول المجمل في استعمال ما يقع في هذا الباب عن تمثيل مفصل ولم يذكر له مثالا .
ابن أبي الخصال .
سيدي وواحدي الذي أجمل ذكره وأوالي شكره لا زال مغناك رحيبا وزمانك خصيبا ولا زلت تأخذ لأخراك نصيبا عبدك فلان مؤديها ينتجع الكرام ويباري في جريها الأيام فتارة يجمع وأخرى يفرق وطورا يغرب وطورا يشرق وأم الحضرة وصل الله حراستها وأدام بهجتها ونفاستها والملك بها غض الشباب وأخضر الجلباب وإحسانك إحسانك ومكانك من المروءة مكانك فأوسعه قرى واملأ عينيه على الشبع كرى أستغفر الله بل أمجده تبنا وعلفا وأركبه حزنا من الأرض ظلفا ودونكه لم يقلب أرضه بيطار ولا لجناية به جبار وجرحه جبار وعنده كما علمت دعاء مباح وثناء في الشكر