الوجه السادس طول الكلام وقصره فكلما عظمت الوظيفة وارتفع قدر صاحبها كان الكلام فيها أبسط .
قال في حسن التوسل ويحسن أن يكون الكلام في التقاليد منقسما أربعة أقسام متقاربة المقادير فالربع الأول في الخطبة والربع الثاني في ذكر موقع الإنعام في حق المقلد وذكر الرتبة وتفخيم امرها والربع الثالث في أوصاف المولى وذكر ما يناسب تلك الرتبة ويناسب حاله من عدل وسياسة ومهابة وبعد صيت وسمعة وشجاعة إن كان نائبا ووصف الرأي والعدل وحسن التدبير والمعرفة بوجوه الأموال وعمارة البلاد وصلاح الأحوال وما يناسب ذلك إن كان وزيرا وكذلك في كل رتبة بحسبها والربع الرابع في الوصايا .
قال في التعريف والذي اختاره اختصار مقدار التحميدة التي في الخطبة والخطب مطلقا وإطالة ما بعد ذلك والإطناب في الوصايا اللهم إلا لمن جل قدره وعظم أمره فإن الأولى الاقتصار في الوصايا على أهم الجمليات ويعتذر في الاقتصار بما يعرف من فضله ويعلم من علمه ويوثق به من تجربته ومن هذا ومثله قال والكاتب في هذا كله بحسب ما يراه ولكل واقعة مقال يليق بها ولملبس كل رجل قدر معروف لا يليق به غيره وفي هذا غنى لمن عرف وكفاية لمن علم على أن المقر الشهابي تابع في ذلك القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر C فإنك إذا تأملت تقاليده وتواقيعه وجدتها كلها كذلك ولكل وجه ظاهر فإن المطول للخطبة لا