أحوال المناسج والإشراف عليها وأخذ الصناع بالتجويد على العادة التي يجب الانتهاء إليها وإثبات اسم أمير المؤمنين على ما ينسج من الكسا والفروش والأعلام والبنود جريا في ذلك على السنن المرضي والمنهاج المحمود .
وإلى من يراعي الحسبة الشريفة بالكشف عن أحوال العوام في الأسواق والإنتهاء في ذلك إلى ما ينتهي به شمل الصلاح إلى الإنتظام والإتساق وأن يتقدم إليهم بما يجب من تعبير ما يختص بهم من المكاييل والموازين وحملها على قانون الصحة الواضحة الدلائل والبراهين وأن يقصد تبصيرهم مواضع الحظ في الإستقامة ويحذرهم مواقع الانتقام الذي لا تفيد فيه أسباب الإستفصاح والإستقالة فإن عرف من أحد منهم إقداما على إدغال فيما يزن أو يكيل قوبل من التأديب بما هو الطريق إلى ارتداعه والسبيل قال الله تعالى ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) .
وأمره أن يعرف قدر النعمة التي ضفت عليه برودها وحلت جيده عقودها وزفت منه إلى أوفى أكفائها وحفت بجزيل القسم من جميع أكنافها وأرجائها وأن يقابلها بإخلاص في الطاعة يساوي فيه بين ما يبدي ويسر وسعي في الخدمة يوفي على كل مجاز ومبر ويبدأ أمام ما يتوخاه بأخذ البيعة لأمير المؤمنين وولي عهده على نفسه وولده وكافة الأجناد والرعايا في بلده عن نية صفت من الكدر والقذى ووفت للتوفيق بما ضمنت من خذلان البغي ونصرة الهدى ويتبع ذلك بالحقوق في كل خدمة ترضي والوقوف عند الأوامر الإمامية في كل ما يؤدي إلى الوفاق ويفضي وأن يحمل إلى حضرة أمير المؤمنين من الفيء والغنائم ما أوجبه الله تعالى وفرضه من غير تأخير لما يجب تقديمه من ذلك ولا تقصير منه فيما يقتضي التلافي والإستدراك ليأمر أمير المؤمنين بصرفه في سبيله المشار إليها ووجوهه المنصوص عليها قال الله تعالى ( وأعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله