من المنح المشرقة اللآلي وإكراما يبقى صيته على تقضي الأيام والليالي وتبصيرا يقي من فلتات القول والعمل ويرتقي المستضيء بأنواره إلى ذرى الأمن من دواعي العثار والزلل فأصغ إلى ما حواه إصغاء الفائز بأوفى الحظ وتدبر فحواه الناطق بفضل الحث على الهدى والحض وكن لأوامر أمير المؤمنين فيه محتذيا ومن تجاوز محدوده في مطاويه محتميا وبمواعظه الصادقة معتبرا وفي العمل بما قارن الحق مستبصرا تفز بالغنم الأكبر وبالسلامة في المورد والمصدر وإياك واعتماد ما تذم فيه مكاسبك فإن لك بين يدي الله تعالى موقفا يناقشك فيه ويحاسبك .
واعلم أن أمير المؤمنين قد قلدك جسيما وخولك جزيلا عظيما فلا تنس نصيبك من الله تعالى غدا ولا تجعل لسلطان الهوى المضل عليك يدا وإن خفي عليك الصواب في بعض ما أنت بصدده أو اعترض فيه من الشبه ما يحول بينك وبين طريق الرشاد وجدده فطالع حضرة أمير المؤمنين به واستنجد الله في ذلك بأسد رأي وأصوبه يبدلك من الشك يقينا ويبدلك ما يغدو لكل خير ضمينا إن شاء الله تعالى .
الطريقة الثانية .
طريقة محققي المتأخرين ممن جرى على هذا المذهب كالشيخ شهاب الدين محمود الحلبي والمقر الشهابي بن فضل الله ومن والاهم .
وهي أن يأتي في أثناء العهد بخطبة أو تحميد على عادة المكاتبات وأن يذكر بعد صدر العهد حميد أوصاف المعهود إليه ويطنب فيها ويثني عليه بما يليق بمقامه .
قال في التعريف على نحو ما تقدم في عهود الخلفاء عن الخلفاء