ذلك وفعل ذميم أو تطفيف عدل فيه عن الوزن بالقسطاس المستقيم أناله من التأديب وأسباب التهذيب ما يكون له رادعا ولغيره زاجرا وازعا قال الله تعالى ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ) .
وهذا عهد أمير المؤمنين إليك وحجته عند الله تعالى عليك قد أولاك من صنوف النعم والآلاء وجزيل الكرم والحباء ما يوجب عليك الإعتراف بقدره واستيزاع شكره ووقف بك على محجة الرشاد وهداك إلى منهج الحق وسنن السداد ولم يألك تثقيفا وتبصيرا وتنبيها وتذكيرا فتأمل ذلك متدبرا وقف عند حدود أوامره ونواهيه مستبصرا واعمل به في كل ما تأتيه وتذره وتورده وتصدره وكن للمخيلة في ارتيادك محققا وللمعتقد فيك مصدقا تفز من خير الدارين بمعلى القداح وإحماد السرى عند الصباح وحسب أمير المؤمنين الله ونعم الوكيل إن شاء الله تعالى .
الضرب الثاني مما كان يكتب بديوان الخلافة ببغداد لأرباب الوظائف من أصحاب الأقلام التواقيع .
وطريقتهم فيها أن يفتتح التوقيع بلفظ أحق أو أولى أو أقمن من أفيضت عليه النعم أو من فوض إليه كذا أو من نوه بذكره ونحو ذلك من كان بصفة كذا وكذا ثم يقال ولما كان فلان بصفة كذا وكذا فوض إليه كذا وكذا أو أسند إليه كذا وكذا ونحو ذلك