من هذه الرتبة وتذكر بعض ألقابه ثم يقال أدام الله علوه أو أعزه الله فليتقدم ويكمل إلى آخره .
واعلم أن المقر الشهابي ابن فضل الله C قد ذكر في التعريف افتتاحات أخرى للتواقيع بين رتبة أما بعد حمد الله ورتبة رسم بالأمر الشريف فقال بعد الافتتاح بأما بعد حمد الله وقد تستفتح بقول أما بعد فإن أولى ما كان كذا أو ما هذا معناه وقد تستفتح بقول من حسنت طرائقه وحمدت خلائقه أو ما هذا معناه وجعلها رتبة بعد رتبة .
قلت وهذه الافتتاحات كانت مستعملة في الدولة العباسية ببغداد وفي الدولة الفاطمية بالديار المصرية والبلاد الشامية ثم في الدولة التركية إلى زمن المقر الشهابي المشار إليه في الدولة الناصرية محمد بن قلاوون ثم رفضت بعد ذلك وترك استعمالها بالديار المصرية البتة فلم يكن أحد من كتاب ديوان الإنشاء يستعمل شيئا منها .
المقصد الثالث في بيان كيفية وضع ما يكتب في هذه الولايات في الورق ويتعلق به عشرة أمور .
الأمر الأول الطرة وهي في اصطلاحهم عبارة عن طرف الدرج من أعلاه ثم أطلقوه على ما يكتب في رأس الدرج مجازا تسمية للشيء باسم محله .
قلت وليس صحيحا من حيث اللغة فإنه في الأصل مأخوذ من طرة الثوب وقد ذكر الجوهري وغيره أن طرة الثوب هي طرفه الذي لا هدب فيه والذي لا هدب فيه من الثوب هو حاشيتاه بخلاف أعلاه وأسفله نعم يجوز أن تكون مأخوذة من الطر بمعنى القطع لأن الطرة مقتطعة عن كتابة المتن يفصل بينهما بياض ومنه سمي الشعر المرسل على الصدغ طرة وقد جرت العادة في كل ما يكتب له طرة أن يكتب في أعلى الدرج في الوسط بقلم الرقاع بكل حال