نحمده على ما خصت به أيامنا من رفع أقدار ذوي السيادة والشرف واتصف به إنعامنا من مزيد بر علم بحسن ظهوره على الأولياء أن الخير في السرف .
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يعرف بها من اعترف ويشرف قدر من له بالمحافظة عليها شغف ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي طهر الله بضعته الزاهرة وبنيها وخصهم بمزية القربى التي نزهه أن يسأل على الهداية أجرا إلا الموده فيها وعلى آله الذين هم أجدر بالكرم وأحق بمحاسن الشيم وما منهم إلا من تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم وعلى آله وأصحابه الذين أنعم الله به عليهم واتبعوه في ساعة العسرة فمنهم الذين أخرجوا من ديارهم والذين يحبون من هاجر إليهم وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن أولى من زينت به مواطن الشرف وعدقت به العناية بخدمة من درج من بيت النبوة وسلف وعمرت به مشاهد آثارهم التي هي في الحقيقة لهم غرف ونالت الدولة من تدبيره الجميل بعض حظها وخصت بقعته المباركة من نظره بما ينوب في خدمة محله الشريف عن مواقع لحظها وجعلت به لابن رسول الله من خدمة أبيه معها نصيبا وفعلت ذلك إذ خبرت خدمته أجنبيا علما أنها تتضاعف له إذا كان نسيبا وحكمت بما قام عندها مقام الثبوت وأمرته أن يبدأ بخدمة أهل البيت فإن لازمها لديها مقدم على البيوت من طلع شهاب فضله من الشرف السني في أكرم أفق وأحاطت به أسباب السؤدد من سائر الوجوه إحاطة الطوق بالعنق وزان الشرف بالسؤدد والعلم بالعمل والرياسة باللطف فاختارته المناصب واختالت به الدول وتقدم بنفسه ونفاسة أصله فكان شوط من تقدمه وراء خطوه وهو يمشي على مهل واصطفته الدولة