للخيل وما منهم إلا من هو مقبل ومدرك كالليل والديادب والنظارة ومن يعلم به العلم اليقين إذا رفع دخانه أو ناره وهم في جنبات حيث لا يخفى لأحد منهم منار ولا يزال كل نبإ بتنويرهم كأنه جبل في رأسه نار والحمام الرسائلي وما يحمل من بطائق ويتحمل من الأنباء ما ليس سواه له بطائق ويخوض من قطع الأنهار ويقطع إلينا ما بعد مسافة شهر وأكثر منه في ساعة من نهار ويعزم السرى لا يلوي على الرباع ويعلم أنها من ملائكة النصر لأنها رسل ولها أجنحة مثنى وثلاث ورباع وغير هذا مما هو به معدوق وإليه تحدى به النوق من رسل الملوك الواردة وطوائف المستأمنين الوافدة وكل هؤلاء هولا مالهم المترجم والمصرح عن حالهم المحمحم فليعاملهم بالكرامة وليوسع لهم من راتب المضيف ما يحبب إليهم في أبوابنا العالية الإقامة وليعلم أنه هو لدينا المستشار المؤتمن والسفير الذي كل أحد بسفارته مرتهن وهو إذا كتب بناننا وإذا نطق لساننا وإذا خاطب ملكا بعيد المدى عنواننا وإذا سدد رأيه في نحور الأعداء سهمنا المرسل وسناننا فلينزل نفسه مكانها ولينظر لدينا رتبته العلية إذا رأى مثل النجوم عيانها .
فليراقب الله في هذه الرتبة وليتوق لدينه فإن الله لا يضيع عنده مثقال حبة وليخف سوء الحساب وليتق الله ربه وجماعة الكتاب بديوان الإنشاء بالممالك الإسلامية هم على الحقيقة رعيته وهداهم بما تمدهم به من الآلاء ألمعيته فلا تستكتب إلا من لا تجد عليه عاتبا ولا يجد إلا إذا قعد بين يديه كاتبا والوصايا منه تستملى