في حاجتهم وترجمان معرب عن شكايتهم وكاشف أحسن ناشر عن ظلامتهم جالس على بساط الأنس بقرب الحضرة منفذ نهي مليكه وأمره مبلغ ذا الحاجة من إنعامه جوده وبره تعين أن يندب رئيس وابن رئيس وجوهر بحر نفيس ذو أصل في السؤدد عريق ولسان في الفضائل طليق وقلم حلي الطروس بما يفوق زهر الرياض وهو لها شقيق وفاضل لا يقاس بغيره لأنه الفاضل على التحقيق وكان المقر العالي الفلاني هو المشار إليه بهذه الأولوية والمراد من سطور هذه المحامد اللؤلؤية فلذلك رسم بالأمر العالي أن يستقر المشار إليه في وظيفة توقيع الدست الشريف عوضا عن فلان بحكم وفاته .
فليباشر ذلك مباشرة تشكر مدى الزمان وتحمد في كل وقت وأوان وليدبج المهارق بوشي يفوق قلائد العقيان وليملأ بالأجور لنا صحفا بما يوحيه عنا من خيرات حسان ونحن فلا نطيل له الوصايا ولا نحليه بها فهي له سجايا مع ما أدبه به علمه الجم وعمله الذي ما انصرف إلى شيء إلا تم ويجمعها تقوى الله تعالى وهي عقد ضميره وملاك أموره وما برح هو وبيته الكريم مصابيح أفقها ومفاتيح مغلقها ولهم جدد ملابسها وللناس فواضل مخلقها والله تعالى يزيده من إحسانه الجزيل ونعمه التي يرتدي منها كل رداء جميل ويمتعه بإمارته التي ما شكر بها إلا قال أدبا حسبنا الله ونعم الوكيل والاعتماد في مسعاه على الخط الكريم أعلاه .
الوظيفة الثانية نظر الخزانة الكبرى .
وقد تقدم في الكلام على ترتيب وظائف الديار المصرية أن هذه الوظيفة كانت كبيرة الموضع من حيث إنها مستودع أموال المملكة إلى أن حدثت عليها خزانة الخاص فانحطت رتبتها حينئذ وسميت الخزانة الكبرى باسم هو أعلى