خاوي الوفاض قد ترك الطيبات وهجر التنعم وارتاض واعتمد في قوله على الإله وسأل الرب أن يبلغه في أهل ملته ما تمناه .
فلذلك رسم بالأمر الشريف لا زال يجمع الفرق على الدعاء لأيامه الشريفة ويديم للأقربين مواد مواهبه المألوفة أن يقدم الشيخ فلان على الملة النصرانية اليعقوبية ويكون بطريركا عليها على عادة من تقدمه ومستقر قاعدته بالديار المصرية والثغور المحروسة والجهات التي عادته بها إلى آخر وقت فليتول ذلك سالكا من طرق النزاهة ما يجب فاصلا بين النصارى بأحكام دينه التي لا تخفى عنه ولا تحتجب مالكا أزمة كل أسقف وقومس ومطران مرجحا بين القديس والقسيس والشماس والرهبان لتصبح أحكام كبيرهم وصغيرهم به منوطة ومواريثهم مقسومة بشرعته التي هي لديهم مبسوطة ويقف كل منهم عند تحريمه وتحليله ولا يخرج في شرعتهم عن فعله وقوله ولا يقدم منهم إلا من رضي بتأهيله وليأمر كل قاص منهم ودان ومن يتعبد بالديرة والصوامع من الرجال والنسوان برفع الأدعية بدوام دولتنا القاهرة التي أسدت لهم هذا الإحسان ويلزم كلا منهم بأن لا يحدث حادثا ويكرم نزل من قدم عليه راحلا أو لابثا فإن هذه الولاية قد آلت إليه وهو أدرب بما تنطوي شروطها عليه والله تعالى يجعل البهجة لديه مقيمة والنعمة عليه مستديمة والخط الشريف أعلاه حجة بموجبه وبمقتضاه إن شاء الله تعالى