والتفاويض والمراسيم ونحوها من ذلك بما يتضح لك به سواء السبيل .
واعلم أن الكاتب كما يحتاج إلى معرفة الصفات المحمودة من النوع الإنساني كذلك يحتاج إلى معرفة الصفات المذمومة منه فربما أحتاج إلى الكتابة بذم شيء من ذلك فيكون عنده من العلم بالصفات المذمومة ما يتفق معه كما حكي أن بعض العمال بعث إلى الرشيد بعبد أسود فقلب كتابه ووقع عليه أما بعد فإنك لو وجدت عددا أقل من الواحد أو لونا شرا من السواد لبعثت به إلينا والسلام .
ولا يخفى أن كل ما خالف صفة من الصفات المستحسنة المتقدمة فهو مستقبح مع ما هو معلوم من الصفات المذمومة الجسمية كالحدب والحول ونحوهما ومن الصفات المعنوية كسوء الخلق وبذاءة اللسان ونحو ذلك .
وفي هذا مقنع في الإرشاد إلى المراد والتنبيه على القصد .
النوع الثاني مما يحتاج إلى وصفه من دواب الركوب وهي أربعة أصناف .
الصنف الأول الخيل .
ويحتاج إلى المعرفة بوصفها في مواضع من أهمها وصفها عند بعث شيء منها في الإنعام والهدايا والجواب عن ذلك ووصفها في ترتيب الجيوش والمواكب وذكرها في مجالات الحرب وما يجري مجرى ذلك ويشتمل الغرض منه على معرفة أصنافها وألوانها وشياتها وما يستحسن ويستقبح من صفاتها ومعرفة الدوائر التي تكون فيها والبصر بأمور أسنانها وأعمارها