الأمصار وكانت المملكة الشريفة الحلبية هي ركن من أركان الإسلام شديد وذخر ما دعاهم داع إلا ولباه منهم عدد عديد وجب ان يختار للنظر عليها من الأكفاء من سما في الرآسة أصله وزكا فرعه فاستحق بما فيه من المعرفة تمييز قدره ورفعه وفاق في فضل السيادة أبناء جنسه وأشرقت أفلاك المعالي بطلوع شمسه واقر بنظره نظر الجيوش المنصورة وسارت الأمثلة بما أتفق عليه فيه من حسن خبرة وخيرة وكان فلان هو الذي طلع في أفق هذا الثناء شمسا منيرة واختبر بالكفاية والدراية واختير لهذا المنصب على بصيرة وهو الذي له من جميل المباشرة في المناصب السنية ما هو كالشمس لا يخفى والذي أحسن النظر في الأوقاف المبرورة حتى تمنى كل منصب جليل أن يكون عليه وقفا وهو الذي حوى من الفضائل ما لا يوجد له نظير ولا شبيه والذي سما إلى رتبة من المعالي رفيعة وكان ذا الجد النبيه والأب لبنيه .
فلذلك رسم لا زال يقر الناظر بجوده ويحسن النظر في أمر جيوشه وجنوده أن يفوض إليه كذا علما بأنه أحق بذلك وأولى وأن كفايته لا يستثنى فيها بإلا ولا بلولا وأن السداد مقترن بحسن تصريفه وعلمه قد أغنى عن تعليمه بمواقع التسديد وتوقيفه .
فليباشر ذلك بصدر منشرح وأمل منفسح عاملا بالسنة من تقوى الله تعالى والفرض عالما بأنا عند وصولنا إلى البلاد نأمر بعرض الجيوش فليعمل على ما يبيض وجهه يوم العرض وليلزم عدة من المباشرين بعمل ما يلزمهم من التفريع والتأصيل والتجريد والتنزيل وتحرير الأمثلة والمقابلة عليها وسلوك الطريق المستقيم التي لا يتطرق الذم إليها والملاحظة لأمور الجيوش المنصورة في قليل الإقطاعات وكثيرها وجليلها وحقيرها بحيث يكون علمه محيطا بذلك إحاطة الليل ويشترط على من يتعين تنزيله ما استطاع