فإذا دخل في الثانية قيل جذع والأنثى جذعة فإذا دخل في الثالثة قيل ثني والأنثى ثنية فإذا دخل في الرابعة قيل رباع والأنثى رباعية فإذا دخل في الخامسة قيل قارح للذكر والأنثى .
وفي الغالب يلقي أسنانه في السنة الثالثة وربما تأخر إلقائها إلى السنة الرابعة وذلك إذا كان أبواه شابين وقد يلقي أسنانه في حول واحد وذلك إذا كان أبواه هرمين .
ثم لكل مهر اثنثا عشرة سنا ست من فوق وست من أسفل ويليها من كل جانب ناب ويليها الأضراس وتنبت ثناياه بعد وضعه بخمسة أيام وتنبت رباعياته بعد ذلك إلى مدة شهرين وتنبت قوارحه بعد ذلك إلى ثمانية أشهر ويختص التبديل منها بالأسنان الاثنتي عشرة دون الأنياب والأضراس .
وربما ألقى المهر بعض أسنانه ثم لا تنبت وإذا قرح المهر اصفرت أسنانه وأسودت رؤوسها وطالت فيبقى كذلك خمس سنين فإذا جاوزت ذلك ابيضت وحفي رؤوسها ثم تنتقل فتصير كلون العسل خمس سنين ثم تبيض فتصير كلون الغبار ويزداد طولها وربما دلس النخاسون فنشروا أسنانها وسووها .
ومما وجد في الكتب القديمة أن الفرس تتحرك ثناياه في سبع وعشرين سنة وتتحرك الرباعيات في ثمان وعشرين سنة وتتحرك القوارح في تسع وعشرين سنة ثم تسقط الثنايا في ثلاثين سنة والرباعيات في إحدى وثلاثين سنة والقوارح في اثنتين وثلاثين سنة وهو عمر الدابة .
وأما التفرس في الخيل فاعلم أن المهر وإن ظهرت فيه علامات النجابة أو العكس لا عبرة بذلك فإنه قد يتغير فيقبح منه ما كان حسنا ويحسن منه ما كان قبيحا وإنما يتفرس فيه إذا ركبه لحم العلف وذهب عنه لحم الرضاع .
وأفضل الفراسة في المهر أخذه في الجري فإنه صنعته التي خلق عليها وإليها يؤول فإذا أحسن الأخذ في الجري فهو جواد ولكنه ربما تغير أخذه للجري إذا ركب لضعف فيه حينئذ وقصور عن بلوغ مدى قوته وقد لا يجري جذعا ويجري ثنيا وقد لا يجري ثنيا يجري رباعيا وقد لا يجري رباعيا ويجري