خبير وليجتهد على عمارة معاهدها بذكر الله تعالى وأداء الوظائف بحسن ملاحظته ليزداد عند الخليقة جلالا وفيه بحمد الله ما يغني عن تأكيد الوصايا ويعين على السداد وفصل القضايا وكيف لا وهو الخبير بما يأتي ويذر والصدر الذي لا يعدو الصواب في ورد ولا صدر والله تعالى يسر القلوب بعلو مراتبه ويقر العيون ببلوغ مقاصده ومآربه بمنه وكرمه .
توقيع بخطابة جامع جراح من إنشاء ابن نباته كتب به لشرف الدين ابن عمرون بالمجلس العالي وهو .
أما بعد حمد الله الذي قسم للمنابر شرفا يتجدد وعطفا من الفصحاء يتأكد وعلما مرفوعا لا يتعدى وعلما منصوبا لا يتعدى والصلاة والسلام على سيد الثقلين وصاحب القبلتين محمد وعلى آله وصحبه القانتين القائمين الركع السجد ما عظم خطيب ومجد وبدا في حلية سيادة وأهبة خطابة وهو على الحالين مسود فإن لصهوات المنابر فرسانا ولصدور المحاريب أعيانا ولعيون المشاهد أناسي يراعي منها الاستحقاق لكل عين إنسانا .
ولما كان جامع جراح المعمور بذكر الله تعالى مما أسس على التقوى ووسم بأهل الزهد سمة إذا ضعفت السمات تقوى مجمع الصلحاء من كل ناحية ومنتجع الفقراء فنعم الجامع لهم ونعمت الزاوية ومفزع العظماء عند استدفاع حرب وكرب ومطلع لنور الهداة الذي أغرب فأطلع نجومهم من الغرب تعين أن نختار له الخطباء والأئمة وننتخب لمنصبه من أفاضل الأمة وتتناسب حضار منبره بصاحب علومهم وأعلامهم وإمامهم المسرورين به يوم يأتي كل أناس بإمامهم .
فرسم بالأمر لا زالت أعواد المنابر بذكره أرجة وأعلامها كالألسنة بحمده لهجة أن يفوض لفلان علما باستحقاق شرفه لهذه