المرتفع في الجبل لارتفاع مكان الموقع في الناس وعلو شأنه أو غير ذلك .
ووجه إطلاقه على كتابة الإنشاء أنه قد تقدم أن التوقيع في الأصل اسم لما يكتب على القصص ونحوها وسيأتي أن ما يكتب من ديوان الإنشاء من المكاتبات والولايات ونحوها إنما يبنى على ما يخرج من الديوان من التوقيع بخط صاحب ديوان الإنشاء أو كتاب الدست ومن في معناهم وحينئذ فيكون التوقيع هو الأصل الذي يبني عليه المنشىء وقد يكون سمي بأصله الذي نشأ عنه مجازا وقد يعبر عنها بصناعة الترسل تسمية للشيء بأعم أجزائه إذ الترسل والمكاتبات أعظم كتابة الإنشاء وأعمها من حيث إنه لا يستغني عنها ملك ولا سوقة بخلاف الولايات فإنها مختصة بأرباب المناصب العلية دون غيرهم وعلى ذلك بنى الشيخ شهاب الدين محمود الحلبي C تسمية كتابه حسن التوسل إلى صناعة الترسل .
الفصل الثاني في تفضيل كتابة الإنشاء على سائر أنواع الكتابة .
قد تقدم في الفصل الذي قبله أن الكتابة وإن كثرت أقسامها وتعددت أنواعها لا تخرج عن أصلين كتابة الإنشاء وكتابة الأموال .
فأما كتابة الإنشاء فالمراد بها كل ما رجع من صناعة الكتابة إلى تأليف الكلام وترتيب المعاني من المكاتبات والولايات والمسامحات والإطلاقات ومناشير الإقطاعات والهدن والأمانات والأيمان وما في معنى ذلك ككتابة الحكم ونحوها .
وأما كتابة الأموال فالمراد بها كل ما رجع من صناعة الكتابة إلى تحصيل