حتى كأنما حاله مثل المسك ختاما والصيب الذي تقدمه من بوادر الغيث قطر ثم استهل هو غماما ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرفع أعلامها ونمنع أن تطمس الليالي لمن جاهد عليها من ملوك الزمان أعلاما ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله الذي هدى به إلى أوضح المسالك وعلى آله وصحبه الذين فتحوا من الأرض ما وعد أنه سيبلغ ملك أمته إلى ما زوي من ذلك وسلم .
وبعد فإن أفضل النعم ما قرن بالإدامة وأعظم الأجور أجر من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة وأحسن الحسنات ما رغبت السلف الصالح في خلفهم وأمرت بأيديهم ما حازوه من ميراث سلفهم وكان المولى الشهيد الملك الناصر صلاح الدين منقذ بيت المقدس من المشركين أبو المظفر يوسف بن أيوب قدس ا لله روحه هو الذي كان على قواعد العمريين بانيا والفاتح لكثير من فتوحات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب Bه فتوحا ثانيا ولما أعلى الله بمصر دولته المنيرة ومحا به من البدع الإسماعيلية عظائم كثيرة حبس ناحية شباس الملح وما معها جميع ذلك بحده وحدوده وقريبه وبعيده وعامره وغامره وأوله وآخره على المقيمين بالحرمين الشريفين من الذرية العمرية كما قاله في توقيعه الشريف المكتتب بالخط الفاضل عمر الأنام واقتفى بهداه بعده من إخواننا الصالحين ملوك الإسلام فجددنا لهم هذا التوقيع الشريف تبركا بالمشاركة واستدراك ما فاتنا مع سلفهم الكريم بالإحسان إلى أعقابهم ومرسومنا أن يحملوا على حكم التوقيع