وهي سنة الطاعون الجارف العام إلى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة وألغوا سنة خمسين وكان يقال مات في تلك السنة كل شيء حتى السنة وسيأتي ذكر المرسوم المكتتب بها في تحويل السنين في هذه المقالة إن شاء الله تعالى .
ونقل ذلك لتأخير وقع من إغفال تحويل سنة سبعمائة وثلاثين المتقدمة الذكر وآخر سنة حولت في زماننا سنة . . .
الطرف الثاني في صورة ما يكتب في تحويل السنين وهو على نوعين .
النوع الأول ما كان يكتب في ذلك عن الخلفاء وفيه مذهبان .
المذهب الأول أن يفتتح ما يكتب ب أما بعد .
وعلى ذلك كان يكتب من ديوان الخلافة ببغداد .
وهذه نسخة ما ذكر أبو الحسين بن علي الكاتب المقدم ذكره أنه كتب به في ذلك في نقل سنة ثمان وسبعين ومائتين إلى سنة تسع وسبعين ومائتين في خلافة المعتضد بالله أمير المؤمنين وهي .
أما بعد فإن أولى ما صرف إليه أمير المؤمنين عنايته وأعمل فيه فكره ورويته وشغل به تفقده ورعايته أمر الفيء الذي خصه الله به وألزمه جمعه وتوفيره وحياطته وتكثيره وجعله عماد الدين وقوام أمر المسلمين وفيما يصرف منه إلى أعطيات الأولياء والجنود ومن يستعان به لتحصين البيضة والذب عن الحريم وحج البيت وجهاد العدو وسد الثغور وأمن السبل وحقن الدماء وإصلاح ذات البين وأمير المؤمنين يسأل الله راغبا إليه ومتوكلا