الحديث وقالوا القدرية اسم لمن يقول بسبق القدر ثم غلب عليهم اسم المعتزلة بواسطة أن واصل بن عطاء أحد أئمتهم كان يقرأ على الحسن البصري فاعتزله بمسألة خالفه فيها وهم يسمون أنفسهم أهل التوحيد وأهل العدل ويعنون بالتوحيد نفي الصفات القديمة عن الله تعالى كالحياة والعلم والإرادة والقدرة وأنه تعالى حي بذاته عالم بذاته مريد بذاته قادر بذاته لا بحياة وعلم وإرادة وقدرة ويعنون بالعدل أنهم يقولون إن العبد إنما يستحق الثواب والعقاب بفعله الطاعة والعصيان وباعتبار أنه الخالق لأفعال نفسه دون الله تعالى تنزيها له تعالى عن أن يضاف إليه خلق الشر من كفر ومعصية وإذا كان العبد هو الخالق لأفعال نفسه الموجد لها فليس قدر سابق .
ولهم أئمة كثيرة لهم مصنفات في الأصول والفروع منهم واصل بن عطاء وأبو الهذيل العلاف وإبراهيم النظام وبشر بن المعتمر ومعمر بن عباد وأبو عثمان الجاحظ وأبو علي الجبائي وابنه أبو هاشم وغيرهم وعندهم أنه لا قدر سابق بل الأمر أنف وأن الله تعالى إنما يخلق الأفعال والمشيئة وأن العبد هو المكتسب لأفعاله كما تقدم .
وممن علت رتبته فيهم الجعد بن درهم اجتمع على مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية وأخذ عنه مروان مذهبه في القول بالقدر وخلق القرآن وعلت رتبته عنده وبه سمي مروان المذكور الجعدي وكانت له واقعة مع هشام بن عبد الملك بن مروان ويستعظمون الإيمان بالقدر خيره وشره ويتبرؤون منه وينكرون القول بأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ويقولون إذا كان أمر مفروغ منه ففيم يسدد الإنسان ويقارب ويطعنون في رواة حديث اعملوا فكل ميسر لما خلق له ويتأولون قوله تعالى ( وإنه في أم