الطائفة الأولى المتفق على يهوديتهم وهم القراؤون .
وهم وإن كانوا فرقتين فإنهم كالفرقة الواحدة إذ توارتهم واحدة ولا خلاف في أصل اليهودية بينهم وقد اتفق الجميع على استخراج ستمائة وثلاث عشرة فريضة من التوراة يتعبدون بها ثم كلهم متفقون على نبوة موسى وهارون ويوشع عليهم السلام وعلى نبوة إبراهيم وإسحاق ويعقوب وهو إسرائيل والأسباط وهم بنوه الإثنا عشر الآتي ذكرهم آخرا وهم ينفردون عن الطائفة الثانية الآتي ذكرها وهي السامرة بنبوة أنبياء غير موسى وهارون ويوشع عليهم السلام وينقلون عن يوشع تسعة عشر كتابا زيادة على التوراة يعبرون عنها بالنبوات تعرف بالأول .
ثم الربانيون ينفردون عن القرائين بشروح موضوعة لفرائض التوراة المتقدمة الذكر وضعها أحبارهم وتفريعات على التوراة ينقلونها عن موسى عليه السلام .
ويتفق الربانيون والقراؤون على أنهم يستقبلون صخرة بيت المقدس في صلاتهم ويوجهون لها موتاهم وعلى أن الله تعالى كلم موسى عليه السلام على طور سيناء وهو جبل في رأس بحر القلزم في جهة الشمال على رأس جزيرة في آخره داخل بين ذراعين يكتنفانه .
وهم مختلفون في أمرين .
أحدهما القول بالظاهر والجنوح إلى التأويل فالقراؤون يقفون مع ظواهر نصوص التوراة فيحملون ما وقع فيها منسوبا إلى الله تعالى من ذكر الصورة والتكلم والاستواء على العرش والنزول على طور سيناء ونحو ذلك على