إرمياء وكنت مع البغي والفواجر يوم يحيى وقلت إن النار المضيئة من شجرة العوسج نار إفك وأخذت الطرق على مدين وقلت بالعظائم في بنات شعيب واجلبت مع السحرة على موسى ثم برئت ممن آمن منهم وكنت مع من قال اللحاق اللحاق لندرك من فر وأشرت بتخليف تابوت يوسف في مصر وسلمت إلى السامري ونزلت أريحا مدينة الجبارين ورضيت بفعلة سكنة سذوم وخالفت أحكام التوراة واستبحت السبت وعدوت فيه وقلت إن المظلة ضلال وإن الحنكة محال وقلت بالبداء علىالله تعالى في الأحكام وأجزت نسخ الشرائع واعتقدت أن عيسى بن مريم المسيح الموعود به على لسان موسى بن عمران وانتقلت عن اليهودية إلى سواها من الأديان واستبحت لحم الجمل والشحم والحوايا أو ما اختلط بعظم وتأولت أن آكل ثمنه غير آكله وقلت مقالة أهل بابل في إبراهيم وإلا أكون محرما حرمة تجمع عليها الأحبار وتقلب عليها حصر الكنائس ورددت إلى التيه وحرمت المن والسلوى وبرئت من كل الأسباط وقعدت عن حرب الجبارين مع القدرة والنشاط .
قلت قوله في هذه اليمين في حرمة الشحم وما في معناه وتأولت أن آكل ثمنه غير آكله بمعنى أنه يستعظم الوقوع في تأول ذلك وهو خلاف معتقدهم لأنهم يتأولون أن آكل ثمنه غير آكله كما تقدم عنهم وإنما تمنع ذلك السامرة فكان من حقه أن يورد ذلك في يمين السامرة وأن يقول هنا ولم أتأول أن آكل ثمنه غير آكله فتنبه لذلك .
واعلم أن أول ما استحدثت هذه الأيمان لأهل دين اليهودية فيما ذكره محمد بن عمر المدائني في كتاب القلم والدواة في زمن الفضل بن الربيع وزير الرشيد أحدثها كاتب له قال له كيف تحلف اليهودي قال أقول له وإلا برئت من إلهك الذي لا تعبد غيره ولا تدين إلا له ورغبت عن دينك الذي ارتضيته وجحدت التوراة وقلت إن حمار العزير راكب جمل موسى ولعنك ثمانمائة حبر على لسان داود وعيسى بن مريم ومسخك الله كما مسخ أصحاب السبت فجعل منهم القردة والخنازير وخالفت ما دونه دانيال وأشلوما ويوحنا ولقيت الله بدم