يمكن بها الإضرار ويستغني عن ركوبها التجار والاسترهاب مرفوع عن هؤلاء الواصلين برسم التجارة على اختلافهم وتباين أصنافهم فيما لم تجنه أيديهم ولا كان منسوبا إلى تعديهم وكل معتقل من الطائفتين بأدنى شيء يطرق إلى حكم هذه السلم خلافا أو يلحق بعهدها إخلافا فعلى أهل موضعه الإنصاف ممن جناه وصرف ما سلبته يداه وإحضاره مع ذلك ليعاقب بما أتاه .
وليس لأحد من الطائفتين أن يتسبب باسترسال إلى الإنصاف من جناية حال بل يقوم بدفع ذلك حيث يحب ويطلبه في الموضع الذي ينبغي فيه الطلب حتى يخاطب الناظر على المملكة التي نسبت إليها هذه الإذاية وصدرت عن أهلها تلك الجناية بطلب الإنصاف من عدوانها وتعاد عليه الأعذار في شانها وعليه ولابد التخليص منها عملا بالوفاء الذي يجب العمل به وقياما بحق العهد الذي أكد الاعتلال بسببه ومتى غادر مغادر من أحد الملتين حصنا من حصون الأخرى فله الأمن على الكمال والرعي الحافظ للنفس والمال حتى يلحق بمأمنه ويعود سالما إلى وطنه .
فعلى هذه الشروط المحققة والربوط الموثقة انعقد هذا السلم وعلى من ذكر من المسلمين وأهل أرغون الحكم وهذا الكتاب ينطق في ذلك بالحق اللازم للطائفتين ويعرب عن حقيقة ما انعقد بين من سمي من أهل الملتين والتزم كله عن ملك أرغون النائب عنه بتفويضه إليه واستنابته إياه عليه الزعيم بطره ابن فدانف بكدريش على أتم وجوه الالتزام وأبرم ذلك ملك أرغون بأوثق علائق الإبرام وكل ذلك بعد أن بينت له الفصول المتقدمة غاية التبيين وأفهمها حق الإفهام وألزم نفسه مع ذلك وصول كتاب هذا الملك الذي تولى النيابة عنه في هذا العقد مصرحا