وكفى بالله شهيدا وجازيا لعباده ومئيبا .
وذلك في يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا .
المذهب الثاني أن يفتتح عقد الصلح بخطبة مفتتحة بالحمد لله وربما كرر فيها التحميد إعلاما بعظيم موقع النعمة .
وهذه نسخة عقد صلح كتب بها أبو الحسين أحمد بن سعد عن بعض الأمراء لمن كان .
ونصها على ما ذكره في كتاب البلاغة في الترسل بعد البسملة الحمد لله الذي خلق العباد بقدرته وكون الأمور بحكمته وصرفها على إرادته .
لم يلطف عنه خفي ولا امتنع عنه قوي ابتدع الخلائق على اختلاف فطرها وتباين صورها من غير مثال احتذاه ولا رسم اقتفاه وأيدهم بنعمته فيما ركبه فيهم من الأدوات الدالة على ربوبيته الناطقة بواحدنيته واكتفوا بالمعرفة به جل جلاله بخبر العقول وشهادة الأفهام ثم استظهر لهم في التبصرة وغلبهم في الحجة برسل أرسلها وآيات بينها ومعالم أوضحها ومنارات لمسالك الحق رفعها وشرع لهم الإسلام دينا وارتضاه واصطفاه وفضله واجتباه وشرفه وأعلاه وجعله مهيمنا على الدين كله وقدر العز لحزبه وأهله فقال جل جلاله ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) وأيده بأنبيائه الداعين إليه والناهجين لطرقه والهادين لفرائضه والمخبرين عن شرائعه قرنا بعد قرن وأمة بعد أمة في فترة بعد فترة