جسده وأن يطول ريشه حتى يغطي ظهره ولا ينتشر إلا بعد ذلك وأن يكون من جؤجؤ الصدر إلى مغرزه أقصر من بطنه إلى رأس براثنه .
وفي الحمام طائر يقال له الأندم وصفته أن يكون أسود المنقار ليس فيه بياض ورأس منقاره وأصله سواء لا تحديد في رأسه عريض القراطم غليظ الشدقين منتشر المنخرين جهوري الصوت غائر العين قال أبو الحسن القواس ولا تكون هذه الصفة إلا في الطائر الفاره الأصيل الكريم الأب والأم .
الأمر السادس بيان الزمان والمكان اللائقين بالإفراخ .
أما الزمان فأصلح أوقات التأليف أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني وآذار ونيسان وأيار فإذا وقع الإفراخ في شيء من هذه الأوقات كانت الفراخ أقوياء نجباء أذكياء ونهوا عن الإفراخ في كانون الأول وكانون الثاني وشباط وآب وتموز وحزيران فإن الذي يفرخ فيه لا يزال ناقص البدن قليل الفطنة يلقي ريشه في السنة مرتين فيضعف .
وأما المكان فقد حكي عن إقليمن الهندي أن أولى ما أفرخ الحمام بالسطوح .
وذلك أن الفرخ يخرج من القشر فيلقى خشونة الهواء وحر الموضع فيصير له عادة ثم لا ينهض حتى يعرف وطنه وينقلب إليه أبوه وأمه بالزق والعلف فيعرف السطح حق المعرفة وينتقل خلفهما فيعلمانه الصعود والهبوط وربما أخذه إلى الرعي بالصحراء فلا يكمل حتى يصير شهما عارفا بأمور الطيران بخلاف ما إذا أفرخ بالسفل فإنه يتربى جسده على برودة الفيء ولين الهواء فإذا كمل وترقى إلى السطح لقيه خشونة الهواء وقوة الحر فيحدث له الحر الجامد بفؤاده الكباد والدق