السواد وامتزجت الحمرة والسواد فصار لونه أخضر .
ومعدنه الذي يتكون فيه في التخوم بين بلاد مصر والسودان خلف أسوان من بلاد الديار المصرية يوجد في جبل هناك ممتد كالجسر فيه معادن .
قال في مسالك الأبصار وبينه وبين قوص ثمانية أيام بالسير المعتدل ولا عمارة عنده ولا حوله ولا قريبا منه والماء عنده على مسيرة نصف يوم أو أكثر في موضع يعرف بغدير أعين .
فمنه ما يوجد قطعا صغارا كالحصى منبثة في تراب المعدن وهي الفصوص وربما أصيب العرق منه متصلا فيقطع وهو القصب وهو أجوده .
قال في مسالك الأبصار وتلك العروق منبثة في حجر أبيض تستخرج منه بقطع الحجر .
قال التيفاشي ويوجد على بعضه تربة كالكحل الشديد السواد وهو أشده خضرة وأكثره ماء .
وقد ذكر المؤيد صاحب حماه في تاريخه أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب C لما استولى على قصر الفاطميين بعد موت العاضد وجد فيه قصبة من زمرد طولها أربعة أذرع أو نحوها .
وهو على ثلاثة أضرب .
الأول الذباي وهو شديد الخضرة لا يشوب خضرته شيء آخر من الألوان من صفرة ولا سواد ولا غيرهما حسن الصبغ جيد المائية شديد الشعاع ويسمى ذبابيا لمشابهة لونه في الخضرة لون كبار الذباب الأخضر الربيعي وهو من أحسن الألوان خضرة وبصيصا .
قال في مسالك الأبصار وهو أقل من القليل بل لا يكاد يوجد .
الثاني الريحاني وهو مفتوح اللون شبيه بلون ورق الريحان .
الثالث السلقي وخضرته أشبه شيء بلون السلق