الطرف الثاني فيما يكتب عن القضاة وهو على أربعة أصناف .
الصنف الأول التقاليد الحكمية وهي على مرتبتين .
المرتبة الأولى أن تفتتح بخطبة مفتتحة بالحمد لله .
ثم يقال أما بعد ثم يقال ولما علمنا من حال فلان الفلاني كذا وكذا استخرنا الله تعالى وفوضنا إليه كذا وكذا فليباشر ذلك ويوص بما يناسب .
ثم يقال هذا عهدنا إليك وحجتنا عند الله عليك فاعلم هذا واعمل به وكتب ذلك عن الإذن الفلاني .
وهذه نسخة تقليد .
الحمد لله الولي الحميد الفعال لما يريد نحمده على ما أولانا من إحسانه فهو المولى ونحن العبيد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة توصلنا إلى جنة نعيمها مقيم وتقينا من نار عذابها شديد أليم وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الكريم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المشتملين على الطاعة والقلب السليم وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد فإن مرتبة الحكم لا تعطى إلا لأهلها والأقضية لا ينتصب لها إلا من هو كفء لها ومن هو متصف بصفات الأمانة والصيانة والعفة والديانة فمن هذه صفته استحق أن يوجه ويستخدم ويترقى ويتقدم .
ولما علمنا من حال فلان الفلاني الأوصاف الحميدة والأفعال السديدة فإنه قد حوى المعرفة والعلوم والاصطلاح والرسوم وجمعت فيه خصال حملتنا على استنابته وقوتنا على نيابته استخرنا الله تعالى وفوضنا إليه كذا وكذا .
فليباشر ذلك متمسكا بحبل الله المتين ( إنه من يتق ويصبر فإن الله