من تواضع إليه رفعه ومن أطاعه نفعه ومن أخلص له في العبادة أمال عنه كيد الشيطان ودفعه الذي أحاط علمه بالموارد والمصادر واستوت عنده أحوال الأوائل والأواخر واطلع على ضمائر النفوس ولا ينبغي لغيره أن يطلع على الضمائر الخافض الرافع والمعطي المانع فإليه الأمر والتدبير المقسط الجامع ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) .
أحمده حمدا يقضي للسعادة بالتيسير وأشكره شكرا يسهل من المآرب العسير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له سبحانه نعم المولى ونعم النصير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي أرسله بالهدى والكتاب المنير وجعله للأمة خير بشير ونذير صلى الله عليه وعلى آله وصحابته شهادة يحل المخلصون بها جنة ( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ) .
أما بعد فإن من كان عارفا بأحكام الشريعة متهيئا لنيل درجاتها الرفيعة مستندا إلى بيت مشكور وقدر موفور قلد الأحكام الدينية ليعمل فيها بالشريعة المحمدية .
ولما علمنا فلان بن فلان بن فلان الفلاني قلدناه كذا وكذا .
فباشر أعانك الله محافظا على تقوى الله الذي إليه المرجع والمصير قال الله تعالى في كتابه العزيز ( والله بما تعملون بصير ) .
واستشعر خيفة الله واجعلها نصب عينك وتمسك بالحق واجعله حجابا بين النار وبينك وانتصب لتنفيذ الأحكام انتصاب من يراقب الله ويخشاه وحاسب نفسك محاسبة من يتحقق أنه يطلع عليه ويراه وابذل في إنصاف المظلوم من