حلو اللسان له جراءة يثبت بها الأمور على حكم البديهة وفيه تؤدة يقف بها فيما لا يظهر له على حد الروية شريف الأنفة عظيم النزاهة كريم الأخلاق مأمون الغائلة مؤدب الخدام .
قال محمد بن إبراهيم الشيباني من صفة الكاتب اعتدال القامة وصغر الهامة وخفة اللهازم وكثاثة اللحية وصدق الحس ولطف المذهب وحلاوة الشمائل وخطف الإشارة وملاحة الزي قال ومن حاله أيضا أن يكون بهي الملبس نظيف المجلس ظاهر المروءة عطر الرائحة دقيق الذهن حسن البيان رقيق حواشي اللسان حلو الإشارة مليح الاستعارة لطيف المسلك مستفره المركب ولا يكون مع ذلك فضفاض الجثة متفاوت الأجزاء طويل اللحية عظيم الهامة فإنهم زعموا أن هذه الصفات لا يليق بصاحبها الذكاء والفطنة ولله القائل .
( وشمول كأنما اعتصروها ... من معاني شمائل الكتاب ) .
وقال أبو الفضل الصوري ينبغي أن يكون الكاتب فصيحا بليغا أديبا سني الرتبة قوي الحجة شديد العارضة حسن الألفاظ له ملكة يقتدر بها على مدح المذموم وذم المحمود .
قال المهذب بن مماتي أما حسن الهيئة فإنه يرجع في ذلك إلى ما يعمله من حال مخدومه من إيثاره إظهار نعمته على من هو في خدمته أو إخفائها قلت وهذا قد يخالف ما تقدم من أنه ينبغي أن يكون الكاتب