وقول الآخر .
( ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب ) .
ومن الهجو قول الطرماح في تميم .
( تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا ... ولو سلكت سبل المكارم ضلت ) .
وقول الآخر .
( لو اطلع الغراب على تميم ... وما فيها من السوءات شابا ) .
إلى غير ذلك من معاني الشعر الحسنة البهيجة الرائقة .
ومما ينخرط في هذا السلك من النثر ما يحكى أن أعرابيا وقف على عبد الملك بن مروان برملة اللوى فقال رحم الله امرأ لم تمج أذناه كلامي وقدم معاذه من سوء مقامي فإن البلاد مجدبة والحال مسغبة والحياء زاجر يمنع من كلامكم والفقر عاذر يدعو إلى إخباركم والدعاء إحدى الصدقتين فرحم الله امرأ أمر بمير أو دعا بخير .
ومعاني القاضي الفاضل هي التي ترقص لها القلوب وتطرب لها الألباب ويهجم قبولها على النفوس من غير حاجب ولا بواب فمن ذلك قوله .
يا بني أيوب لو ملكتم الدهر لامتطيتم لياليه أداهم وقلدتم أيامه صوارم وأفنيتم شموسه وأقماره في الهبات دنانير ودراهم وأيامكم أعراس وما ثم