تمام ثلاثين سنة وتسمى تلك السنين كبائس العرب .
قال السهيلي كانوا يؤخرون في كل عام أحد عشر يوما حتى يدور الدور إلى ثلاث وثلاثين سنة فيعود إلى وقته فلما كانت سنة حجة الوداع وهي سنة تسع من الهجرة عاد الحج إلى وقته اتفاقا في ذي الحجة كما وضع أولا فأقام رسول الله فيه الحج ثم قال في خطبته يومئذ التي خطبها إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض بمعنى أن الحج قد عاد في ذي الحجة .
وفي بعض التعاليق أن سني العرب كانت موافقة لسني الفرس في الدخول والانسلاخ فحدث في أحوالهم انتقالات فسد عيهم بها الكبس في أول السنة السادسة من ملك أغبطش وذلك بعد ملك ذي القرنين بمائتين وثمانين سنة وأربعين يوما فنوا كبس الربع من ذلك اليوم في كل سنة فصارت سنينهم بعد ذلك الوقت محفوظة المواقيت .
وقيل لم تزل العرب في جاهليتها على رسم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام لا تنسأ سنيها إلى أن جاورتهم اليهود في يثرب فأرادت العرب أن يكون حجهم في أخصب وقت من السنة وأسهل زمان للتردد بالتجارة فعلموا الكبس من اليهود والله أعلم أي ذلك كان .
القسم الثاني الاصطلاحية وهي الشمسية .
وشهورها اثنا عشر شهرا كما في السنة الطبيعية إلا أن كل طائفة راعت عدم دوران سنيها جعلت في أشهرها زيادة في الأيام إما جملة واحدة وإما متفرقة وسمتها نسيئا بحسب ما اصطلحوا عليه كما ستقف عليه في مصطلح كل قوم إن شاء الله تعالى .
وعدد أيامها عند جميع الطوائف من القبط والفرس والسريان والروم