وصار الأمر كما في زمن الجاهلية الجهلاء فلعنة الله وأليم عقابه وعظائم نقمته على من يفتري على الله وعلى نبيه بما يؤدي إلى إبطال ملته وهدم شريعته وكيف يسع العاقل أن يعتقد كفر السواد الأعظم من أمة محمد مع إقرارهم بالشهادتين وقبلولهم لشريعة نبيهم محمد من غير موجب للتكفير وهب أن عليا أفضل من ابي بكر Bهما في نفس الأمر أليس القائلون بأفضلية أب بكر معذورين لأنهم إنما قالوا بذلك لأدلة صرحت به هم مجتهدون والمجتهد إذا أخطأ له أجر فكيف يقال حينئذ بالتكفير وهو لا يكون إلا بإنكار مجمع عليه معلوم من الدين بالضرورة عنادا كالصوم والصلاة وأما ما يفتقر إلى نظر واستدلال فلا كفر بإنكاره وإن أجمع عليه على ما فيه من الخلاف .
و انظر إلى إنصافنا معشر أهل السنة والجماعة الذين طهرنا الله من الرذائل والجهالات والعناد والتعصب والحمق والغباوة فإننا لم نكفر القائلين بأفضلية علي على أبي بكر وإن كان ذلك عندنا خلاف ما أجمعنا عليه في كل عصر منا إلى النبي على ما مر أول هذا الباب بل أقمنا لهم العذر المانع من التكفير ومن كفر الرافضة من الأمة فلأمور أخرى من قبائحهم انضمت إلى ذلك فالحذر الحذر من اعتقاد كفر من قلبه مملوء بالإيمان بغير مقتض تقليدا للجهال الضالة الغالية وتأمل ما صح وثبت عن علي وأهل بيته من تصريحهم بتفضيل الشيخين على علي فإن هؤلاء الحمقى وإن حملوه على التقية الباطلة المشؤومة عليهم فلا أقل من أن يكون عذرا لأهل السنة في اتباعهم لعلي وأهل بيته فيجتنب اعتقاد الكفر