المقدمة الثالثة .
الإمامة تثبت إما بنص من الإمام على استخلاف واحد من أهلها وإما بعقدها من أهل الحل والعقد لمن عقدت له من أهلها كما سيأتي بيان ذلك في الأبواب وإما بغير ذلك كما هو مبين في محله من كتب الفقهاء وغيرهم .
و اعلم أنه يجوز نصب المفضول مع وجود من هو افضل منه لإجماع العلماء بعد الخلفاء الراشدين على إمامة بعض من قريش مع وجود افضل منهم ولأن عمر Bه جعل الخلافة بين ستة من العشرة منهم عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهما وهما افضل أهل زمانهما بعد عمر فلو تعين الأفضل لعين عمر عثمان فدل عدم تعيينه أنه يجوز نصب غير عثمان وعلي مع وجودهما والمعنى في ذلك أن غير الأفضل قد يكون أقدر منه على القيام بمصالح الدين وأعرف بتدبير الملك وأوفق لانتظام حال الرعية وأوثق في اندفاع الفتنة واشتراط العصمة في الإمام وكونه هاشميا وظهور معجزة على يديه يعلم بها صدقه من خرافات نحو الشيعة وجهالاتهم لما سيأتي بيانه وإيضاحه من حقية خلافة أبي بكر وعمر وعثمان Bهم مع انتفاء ذلك فيهم .
و من جهالاتهم أيضا قولهم إن غير المعصوم يسمى ظالما فيتناوله قوله تعالى لا ينال عهدي الظالمين