الفصل الرابع فيما ورد من كلام العرب والصحابة والسلف الصالح في فضله .
أخرج البخاري عن عائشة Bها قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشيا فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر Bه نحو أرض الحبشة مهاجرا حتى إذا بلغ برك الغماد أي بفتح الموحدة وكسرها وبالغين المعجمة المكسورة وقد تضم واد في أقاصي هجر قاله الزركشي وقال غيره مدينة بالحبشة لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي فقال ابن الدغنة فإن مثلك لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فأنا لك جار فارجع واعبد ربك ببلدك فرجع وارتحل معه ابن الدغنة فطاف ابن الدغنة عشية في أشراف قريش فقال لهم إن أبا بكر لا يخرج مثله ولا يخرج رجل يكسب المعدوم ويصل الرحم ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق فلم تكذب قريش لجوار ابن الدغنة الحديث بطوله