@ 236 @ | أي : دردي الزيت لثقلها وترسبها وسرعة نفوذها في المسام للطافتها وحرارتها اللازمة | لطلبها ما يهواها ، أو النحاس الذائب في ميلها إلى الجهة السفلية وإيذائها القلب بشدة | الداعية ولهج الحرص ولهب نار الشوق مع الحرمان ! 2 < يغلي في البطون > 2 ! تضطرب وتقلق | في البواطن من شدة حر التعب في الطلب فتقلق القلوب وتحرقها بنار الهوى ومنافاة | ظلمتها لنوريتها وتسري فيها بالأذى لاستيلاء هيئتها عليها ولطف هواها الذي هو روح | النفس ورسوخ محبتها فيها ، ولهذا قيل : ذواق السلاطين محرقة الشفتين ! 2 < كغلي الحميم > 2 ! الساري بحره في المسام للطافته وقوله في البطون كقوله : ! 2 < نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة > 2 ! [ الهمزة ، الآيات : 6 - 7 ] . | | ! 2 < ذق إنك أنت العزيز الكريم > 2 ! إشارة إلى انعكاس أحوالها لانتكاس فطرتها ، فإن | اللذة والعزة الجسمانية والكرامة النفسانية موجبة للألم والهوان والذلة الروحانية ! 2 < إن هذا ما كنتم به تمترون > 2 ! لحسبانكم انحصار اللذات والآلام في الحسية واحتجابكم بها عن | العقلية . | | ! 2 < إن المتقين > 2 ! الكاملين في التقوى باجتناب البقايا ! 2 < في جنات > 2 ! عالية من الجنان | الثلاث ! 2 < وعيون > 2 ! من علوم الأحوال والمعارف وغيرها من المنافع الحقيقية ! 2 < يلبسون من سندس > 2 ! لطائف الأحوال والمواهب لاتصافهم بها كالمحبة والمعرفة والفناء والبقاء | ! 2 < وإستبرق > 2 ! فضائل الأخلاق كالصبر والقناعة والحلم والسخاوة ! 2 < متقابلين > 2 ! على رتب | متساوية في الصف الأول من صفوف الأرواح لا حجاب بينهم لتجرد ذواتهم وبروزهم | إلى الله عن صفاتهم ! 2 < كذلك وزوجناهم بحور عين > 2 ! أي : قرناهم بما فيه قرة أعينهم | واستئناس قلوبهم لوصولهم بمحبوبهم وحصولهم على كمال مرادهم . | .
تفسير سورة الدخان من [ آية 55 - 59 ] | | ! 2 < يدعون فيها بكل فاكهة > 2 ! أي : كل ما يتلذذ به من لذائذ الجنان الثلاث ! 2 < أمنين > 2 ! | من الفناء والحرمان عن تلك النعماء ! 2 < لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى > 2 ! أي : | الطبيعة الجسمانية لا الفناء من الأفعال والصفات والذات فإن كل فناء منها وإن كان موتا | إراديا لكنه حياة أصفى وألذ وأشهى وأبهج مما قبلها وكل منها في جنة ! 2 < ووقاهم عذاب الجحيم > 2 ! أي : جحيم الحرمان بوجود البقية فضلا عن الخذلان في جحيم الطبيعة | ! 2 < فضلا من ربك > 2 ! موهبة محضة وعطاء صرفا من ربك بالوجود الحقاني عند تلاشي | الآلات النفسانية ! 2 < ذلك هو الفوز العظيم > 2 ! والله أعلم . |