@ 306 @ | إلى آية 11 ] | | ! 2 < ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى > 2 ! إنما نهوا لأن التناجي اتصال واتحاد بين | اثنين في أمر يختص بهما لا يشاركهما فيه ثالث ، وللنفوس عند الاجتماع والاتصال | تعاضد وتظاهر يتقوى ويتأيد بعضها بالبعض فيما هو سبب الاجتماع لخاصية الهيئة | الاجتماعية التي لا توجد في الأفراد فإذا كانت شريرة يتناجون في الشر ويزداد فيهم الشر | ويقوى فيهم المعنى الذي يتناجون به بالاتصال والاجتماع ، ولهذا ورد بعد النهي : | ! 2 < ويتناجون بالإثم > 2 ! الذي هو رذيلة القوى البهيمية ! 2 < والعدوان > 2 ! الذي هو رذيلة القوى | الغضبية ! 2 < ومعصية الرسول > 2 ! التي هي رذيلة القوة النطقية بالجهل وغلبة الشيطنة . ألا | ترى كيف نهى المؤمنين بعد هذه الآية عن التناجي بهذه الرذائل المذكورة وأمرهم | بالتناجي بالخيرات ليتقووا بالهيئة الاجتماعية ويزدادوا فيها فقال : ! 2 < وتناجوا بالبر > 2 ! أي : | الفضائل التي هي أضداد تلك الرذائل من الصالحات والحسنات المخصوصة بكل واحدة | من القوى الثلاث ! 2 < والتقوى > 2 ! أي : الاجتناب عن أجناس الرذائل المذكورة ! 2 < واتقوا الله > 2 ! | في صفات نفوسكم ! 2 < الذي إليه تحشرون > 2 ! بالقرب منه عند التجرد منها ! 2 < فافسحوا يفسح الله لكم > 2 ! أي : أفسحوا من ضيق التنافس في الجاه والنخوة فإنه من الهيئات النفسانية | واستيلاء القوة السبعية وركود النفس في ظلمة الأنية واحتجابها عن الأنوار القلبية | والروحية ، فتنزهوا عنها ! 2 < يفسح الله لكم > 2 ! بالتجريد عن الهيئات البدنية والإمداد بالأنوار | فتنشرح صدوركم وتنفسح ويتسع مكانكم في فضاء عالم القدس ! 2 < يرفع الله الذين آمنوا منكم > 2 ! الإيمان اليقيني ! 2 < والذين أوتوا العلم > 2 ! أي : علم آفات النفس ودقائق الهوى وعلم | التنزه منها بالتجريد ! 2 < درجات > 2 ! من الصفات القلبية والمراتب الملكوتيه والجبروتيه في | عالم الأنوار ! 2 < والله بما تعملون خبير > 2 ! فيجازيكم ويعاقبكم بتلك الهيئات . | .
تفسير سورة المجادلة من [ آية 12 - 13 ] | | ! 2 < إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة > 2 ! لأن الاتصال بالرسول في | أمر خاص لا يكون إلا لقرب روحاني أو مناسبة قلبية أو جنسية نفسانية وأيا ما كان | وجبت الصدقة . أما الأول والثاني فيجب فيهما تقديم الانسلاخ عن الأفعال والصفات |