@ 395 @ | فمعناها : الروح ذات الأبدان فإن الأبدان كالأبراج أو الحواس فإنها تخرج منها | كالحمام من البروج وشاهد لعلمه وما عمل . وجواب القسم ليهلكن البدنيون ، ! 2 < قتل أصحاب الأخدود > 2 ! ، أي : أهلك القوى النفسانية الملازمة لأخدود البدن إذ هم عليها | عاكفون وهم على ما يفعلون بمؤمني القوى الروحانية من الاستيلاء عليهم وحجبهم عن | مقاصدهم الشريفة وكمالاتهم النفيسة واستعبادهم في أهوائهم وشهواتهم شهود بألسنة | أحوالهم وما أنكر هذه القوى المحجوبة عن الكمالات المعنوية من الروحانيين إلا | الإيمان بالله المجرد عن الأين والجهة الغالب على المحجوبين بالقهر الحميد المنعم | على المهتدين بالهداية المحتجب بظواهر ملك السموات والأرض الشهيد الظاهر على | كل شيء . إن هؤلاء الفاتنين بالاستيلاء والاستخدام لمؤمني العقول ومؤمنات النفوس ثم | لم يرجعوا بالرياضة واكتساب الملكات الفاضلة والانقياد لهم فلهم عذاب جهنم الآثار | والطبيعة وعذاب حريق الشوق إلى المألوفات مع الحرمان عنها . إن الذين آمنوا الإيمان | العلمي من الروحانيين وعملوا الصالحات من الفضائل والأخلاق الحميدة لهم جنات من | جنان الأفعال والصفات وهي جنات النفوس والقلوب . ذلك الفوز أي : النجاة من النار | والوصول إلى المقصود الكبير بالنسبة إلى الحالة الأولى ، ! 2 < إن بطش ربك > 2 ! أي : أخذه | للمحجوبين بالإهلاك والتعذيب لشديد ، فإنه هو يبدئهم ويهلكهم ثم يعيدهم للعذاب | وهو الغفور للتائبين المؤمنين من الروحانيين يستر لهم ذنوب هيئات السوء بنور الرحمة | الودود لهم بالمحبة الأزلية فيكرمهم بإفاضة الكمالات والفضائل ، ذو العرش المستولي | على القلب المجيد المنور بنوره جميع القوى ، فعال لما يريد ، المتجلي بالأفعال على | مظاهر الملك للقلب فيصحح مقام التوكل بالفناء في توحيد الأفعال ، والله تعالى أعلم . |