57 - { وتالله لأكيدن أصنامكم } لأمكرن بها { بعد أن تولوا مدبرين } أي بعد أن تدبروا منطلقين إلى عيدكم .
قال مجاهد و قتادة : إنما قال إبراهيم هذا سرا من قومه ولم يسمع ذلك إلا رجل واحد فأفشاه عليه وقال : إنا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم .
قال السدي : كان لهم في كل سنة مجمع وعيد وكانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام فسجدوا لها ثم عادوا إلى منازلهم فلما كان ذلك العيد قال أبو إبراهيم له : يا إبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدنا أعجبك ديننا فخرج معهم إبراهيم فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه وقال إني سقيم يقول أشتكي رجلي فلما مضوا نادى في آخرهم وقد بقي ضعفاء الناس { وتالله لأكيدن أصنامكم } فسمعوها منه ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة وهن في بهو عظيم مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه والأصنام بعضها إلى جنب بعض كل صنم يليه أصغر منه إلى باب البهو وإذا هم قد جعلوا طعاما فوضعوه بين يدي الآلهة وقالوا : إذا رجعنا وقد بركت الآلهة في طعامنا أكلنا فلما نظر إليهم إبراهيم وإلى ما بين أيديهم من الطعام قال لهم : علىطريق الاستهزاء ألا تأكلون ؟ فلما لم تجبه قال : ما لكم لا تنطقون ؟ فراغ عليهم ضربا باليمين وجعل يكسرهن في يده حتى إذا لم يبق إلا الصنم الأكبر علق الفأس في عنقه ثم خرج فذلك قوله D