30 - { يوم نقول لجهنم } قرأ نافع و أبو بكر ( يقول ) بالياء أي : يقول الله لقوله : ( قال لا تختصموا ) وقرأ الآخرون بالنون { هل امتلأت } وذلك لما سبق لها من وعده إياها أنه يملؤها من الجنة والناس وهذا السؤال من الله D لتصديق خبره وتحقيق وعده { وتقول } جهنم { هل من مزيد } قيل : معناه قد امتلأت ولم يبق في موضع لم يمتلئ فهو استفهام إنكار هذا قول عطاء و مجاهد و مقاتل بن سليمان وقيل : هذا استفهام بمعنى الاستادة وهو قول ابن عباس في رواية أبي صالح وعلى هذا يكون السؤال بقوله : ( هل امتلأت ) قبل دخول جميع أهلها فيها وروي عن ابن عباس : أن الله تعالى سبقت كلمته { لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } ( السجدة - 13 ) فلما سيق أعداء الله إليها لا يلقى فيها فوج إلا ذهب فيها ولا يملؤها شيء فتقول : ألست قد أقسمت لتملأني ؟ فيضع قدمه عليها ثم يقول : هل امتلأت ؟ فتقول : قط قط قد امتلأت فليس في مزيد .
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي [ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي أخبرنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله A : [ لا تزال جهنم تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشء الله خلقا فيسكنه فضول الجنة ]