قال : فلما بعث النبي A ولم يبق منهم إلا قليل انحط رجل من صومعته وجاء سياح من سياحته وصاحب دير من ديره وآمنوا به فقال الله D : .
28 - تقوا الله } الخطاب لأهل الكتابين من اليهود والنصارى يقول : يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى اتقوا الله في محمد A { وآمنوا برسوله } محمد A { يؤتكم كفلين } نصيبين { من رحمته } يعني يؤتكم أجرين لإيمانكم بعيسى E والإنجيل وبمحمد A والقرآن .
وقال قوم : انقطع الكلام عند قوله ورحمة ثم ابتدأ : ورهبانية ابتدعوها وذلك أنهم تركوا الحق فأكلوا الخنزير وشربوا الخمر وتركوا الوضوء والغسل من الجنابة والختان فما رعوها يعني : الطاعة والملة { حق رعايتها } كناية عن غير مذكور { فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم } وهم أهل الرأفة والرحمة { وكثير منهم فاسقون } وهم الذين ابتدعوا الرهبانية وإليه ذهب مجاهد .
معنى قوله : { إلا ابتغاء رضوان الله } على هذا التأويل : ما أمرناهم وما كتبنا عليهم إلا ابتغاء رضوان الله وما أمرناهم بالترهب .
قوله D : { يا أيها الذين آمنوا } بموسى وعيسى { اتقوا الله } وآمنوا برسوله محمد A { يؤتكم كفلين من رحمته } .
وروينا عن أبي موسى عن النبي A أنه قال : [ ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين رجل كانت له جارية فأدبها فأحسن تأديبها ثم أعتقها وتزوجها ورجل من أهل الكتاب آمن بكتابه وآمن بمحمد A وعبد أحسن عبادة الله ونصح سيده ] .
{ ويجعل لكم نورا تمشون به } قال ابن عباس ومقاتل : يعني على الصراط كما قال : { نورهم يسعى بين أيديهم } ( التحريم - 8 ) ويروى عن ابن عباس Bهما : أن النور هو القرآن وقال مجاهد : هو الهدى والبيان أي يجعل لكم سبيلا واضحا في الدين تهتدون به { ويغفر لكم والله غفور رحيم } وقيل : لما سمع من لم يؤمن من أهل الكتاب قوله D : { أولئك يؤتون أجرهم مرتين } ( القصص - 54 ) قالوا للمسلمين : أما من آمن منا بكتابكم فله أجره مرتين لإيمانه بكتابكم وبكتابنا وأما من لم يؤمن منا فله أجر كأجوركم فما فضلكم علينا ؟ فأنزل الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته } فجعل لهم الأجرين إذا آمنوا برسوله محمد A وزادهم النور والمغفرة