إقناعيه صادم بها النصوص الصريحة في دوام العذاب عليهم فمن ذلك قوله تعالى إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب تبدل في كل ساعة مائة مرة وقال الحسن تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة إن الله كان عزيزا أي شديد النقمة على من عصاه وقيل العزيز الشديد القادر القوي وقيل الغالب الذي لا يغلب والقاهر الذي لا يقهر وقيل الذي لا نظير له وقيل معناه المعز فيكون فعيل بمعنى مفعل كالأليم بمعنى المؤلم ونحوه .
وقال أهل المعاني وأرباب القلوب العزيز من ظلت العقول في كماله والقيام بشكر آلائه وقوله حكيما أي حكم على الأعداء بدوام العذاب كما حكم للأولياء بدوام النعيم فلا يعلم كنه حقيقة حكمته غيره فلا شيء من الأشياء إلا وفيه شيء من حكمته على وفقه لمناسبته صنع الله الذي أتقن كل شيء وقال تعالى فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءؤسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق وقال فلن نزيدكم إلا عذابا وقال تعالى كلما خبت زدناهم سعيرا وقال تعالى يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم وقال تعالى إن عذابها كان غراما أي مقيما ملازما فكل عذاب يفارق صاحبه فليس بغرام والآيات في ذلك كثيرة جدا وأما السنة فطافحة بذلك وتدل على إخراج المؤمنين دون غيرهم حتى يخرج من في قلبه مثقال ذرة من الإيمان وفي رواية مثقال ذرة من خير فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلد قال الله تعالى لهم فيها دار الخلود إلى غير ذلك ولأن العذاب يدوم بدوام سببه بلا شك ولا ريب وهو قصد الكفر وبقاء العزم عليه ولا شك أنهم لو عاشوا أبد الآباد لاستمروا على كفرهم وكذلك المؤمن يستحق الخلود وهذا معنى قوله نية المؤمن خير من عمله وفي معناه أقوال أخر فادعاء فناء النار بعد أمد نزعة يهودية ألا ترى إلى قوله تعالى وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة الآية أي قدرا مقدورا ثم يذهب