الله بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله وحثا على رأسه من ترابه ثم قال قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ووعيت عن الله عزوجل فوعينا عنك وكان فيما أنزل عليك ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر قد غفر لك وهذه القصة غير قصة العتبي وقصة العتيبي مشهورة في غاية الشهرة وقد ذكرها الأئمة في كتبهم قديما وحديثا وكنية العتبي أبو عبد الرحمن وإسمه محمد بن عبد الله بن عمرو وكان من أفصح الناس وصاحب أخبار وصاحب رواية للآثار .
حدث عن أبيه وعن إبن عيينة وقد ذكر قصته خلائق منهم إبن عساكر في تاريخه وذكرها الحافظ أبو الفرج بن الجوزي في كتابه مثير الغرام الساكن وذكرها غيرهما بالأسانيد .
وممن ذكرها الإمام العلامة المتفق على علمه ودينه وزهده أبو ذكريا يحيى بن شرف النووي قدس الله روحه ونور ضريحه قال في زيارة قبره إنها من أعظم القربات وأفضل المساعي والطلبات وإذا انتهى إلى قبره وقف قبالة وجهه ويتشفع به إلى ربه ومن أحسن ما يقوله ما حكاه أصحابنا عن العتبي مستحسنين له قال العتبي كنت جالسا عند قبر رسول الله فجاء اعرابي فقال السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما وقد جئتك مستغفرا من ذنبي مستشفعا بك إلى ربي ثم أنشأ يقول .
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه ... فطاب من طيبهن القاع والأكم .
نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه العفاف وفيه الجود والكرم .
قال فرأيت النبي في النوم فقال يا عتبي إلحق الأعرابي فبشره بأن الله قد غفر له وفي رواية غيره إلحق الأعرابي وبشره بأن الله قد غفر له بشفاعتي فخرجت فلم أجده فأفاد النووي قدس الله تعالى روحه أن أصحاب الشافعي إستحسنوا ذلك وحكوه عن غيرهم وأفاد شمول الآية للحياة والممات وأنه يستشفع به إلى ربه وساق ذلك مساق ما هو متفق عليه ولم يتعرض لذلك أحد بالإنكار في سائر الأعصار وزدت أنا هذين البيتين لعلي يلحقني نصيب من شفاعته وهما