بل هو تعالى متفضل بما يفعله منها وأنه تعالى لم يتفضل على بعض خلقه بذلك بل أضلهم كما قال ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا وقد قال موسى عليه السلام لما جيء بالعجل الذي عمله السامري لبني إسرائيل وكان خواره فعل الباري تعالى عنده إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ولم ينكر الله ذلك عليه ولو كان وصفه بذلك جورا كما يقول القدرية لما ترك إنكار ذلك عليه وزجره عنه وقد قال نبينا اعملوا فكل ميسر لما خلق له .
الإجماع الحادي والثلاثون .
وأجمعوا على أن الله تعالى كان قادرا على أن يخلق جميع الخلق في الجنة متفضلا عليهم بذلك لأنه تعالى غير محتاج إلى عبادتهم له وأنه قادر أن يخلقهم كلهم في النار ويكون بذلك عادلا عليهم لأن الخلق خلقه والأمر أمره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولأنه D فعل من ذلك ما أراد لا معقب لحكمه وهو السميع البصير