ووظيفة العبد وقيمته أن يقوم بالعبادة فالذي لا يقوم بالعبادة ولا يؤدي وظيفته فقد ثار على فطرته وفقد قيمته وقوام العبودية تصحيح العقيدة والإيمان فمن تطرق إلى عقيدته خلل أو تعرض إيمانه لفساد لم تقبل منه عبادة ولم يصح له عمل ومن صحت عقيدته واستقام إيمانه كان القليل من عمله كثيرا ومن هنا وجب على كل إنسان أن لا يدخر وسعا في تصحيح إيمانه وأن يكون الحصول عليه والاستيثاق منه غاية أمله ونهاية سؤله لا يعدل به شيئا ولا يتأخر فيه دقيقة .
وقد سلك الناس في هذا العصر في الدين طرائق قددا وتشعبوا شعبا فمنهم من يتمسك بعادات الأولين وتقاليد السابقين ويعض عليها بالنواجذ ومنهم من يحتج بحكايات الصالحين وأساطير الأولين ومنهم من يتشبث بكلام من تسمى بالعلماء وامتاز بتشدق اللسان وحدة الذهن ومنهم من يركض ركائب العقل في هذا الميدان ويرخي لها العنان .
وكان الأفضل الأعدل أن يرد الإنسان كل ذلك إلى الله