@ 325 @ | $ ذكر ما قيل في سورة الصف $ | $ بسم الله الرحمن الرحيم $ | | قوله تعالى : ! 2 < يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون > 2 ! [ الآية : 2 ] . | | قال أبو العباس بن عطاء : من شهد من نفسه نفسا في الطاعات كان إلى العصيان | أقرب لأن النسيان من العمى عن المنان وأما زجره لأهل الحقائق والمشاهدة في طريق | الاشارات فقوله : ! 2 < يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون > 2 ! هذا زجر وتهديد لأهل | التحقيق والمشاهدة إذ ليس للعبد فعل ولا تدبير لأنه أسير في قبضة العزة تجري عليه | أحكام القدرة وتصاريف المشيئة فمن قال فعلت أو شهدت فقد نسى مولاه وأعرض عن | بره وادعى ما ليس له . | | قال سفيان بن عيينة : لم تقولون ما ليس الأمر فيه إليكم لا تدرون تفعلون أو لا | تفعلون . | | قوله تعالى : ! 2 < فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم > 2 ! [ الآية : 5 ] . | | قال جعفر : لما تركوا أوامر الخدمة نزع الله نور الإيمان من قلوبهم وجعل للشيطان | إليهم طريقا فزاغه عن طريق الحق وأدخله من مسالك الباطل . | | قال الواسطي : لما زاغوا عن القربة في العلم أزاغ الله قلوبهم في الخلقة . | | قوله تعالى : ! 2 < ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد > 2 ! [ الآية : 6 ] . | | سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا القاسم البزاز يقول : قال ابن عطاء في | قوله : ! 2 < اسمه أحمد > 2 ! قال : أحمد الحامدين له حمدا وأحمد المطيعين له طاعة وأحمد | العارفين له معرفة واحمد المشتاقين إليه شوقا على نسق قوله أحمد . | | قوله تعالى : ! 2 < يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم > 2 ! [ الآية : 8 ] . | | قال بعضهم : جحدوا ما ظهر لهم من صحة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فأنكروه بألسنتهم | وأعرضوا عنه بنفوسهم فقيض الله لقبلوه انفسا وأوجدها على حكم السعادة وقلوبا زينها | بأنوار المعرفة واسرار نورها بالتصديق فبذلوا له المهج والأموال كالصديق والفاروق | وأجله الصحابة رضي الله عنهم أجمعين . |