فائدتان لمعرفة دين الله الذي أرسل به الرسل .
إذا عرفت ماذكرت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله الذي قال الله فيه : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وعرفت دين الله الذي أرسل به الرسل من أولهم إلى آخرهم الذي لا يقبل الله من أحد دينا سواه وعرفت ما أصبح غالب الناس فيه من الجهل بهذا أفادك فائدتين : .
الأولى : الفرح بفضل الله ورحمته كما قال الله تعالى : { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } .
الثانيه : الخوف العظيم .
فإنك إذا عرفت : أن الإنسان يكفر بكلمة واحدة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل وقد يقولها وهو يظن أنها تقربه إلى الله تعالى كما ظن المشركون خصوصا إن ألهمك الله ما قص عن موسى - مع صلاحهم وعلمهم أنهم أتوه قائلين : { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة } فحينئذ يعظم خوفك وحرصك على مايخلصك من هذا وأمثاله