[ 360 ] الارباك، الذي لو لم يتداركه الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم لبلغ إلى حد حدوث فتنة داخلية، يخوض فيها ضعاف البصر والبصيرة حتي آذانهم، ويوقعون الاسلام والمسلمين في مأزق خطيرة، هم في المسلمين، ويعلمونهم بأي تحرك منهم، حتى كان النبي (ص) كلما أراد غزوة ورى بغيرها، وكان يستخدم أساليب كثيرة، ومتنوعه ليعمي عليهم الامور، ويضللهم عن مقاصده الحقيقية. عداك عما كان أولئك المنافقون يمارسونه من أساليب اللمز والهمز. إلى جانب الكثير من الافك والافتراء، والهزء والازدراء. ولكنهم حين قويت شوكة المسلمين لم يجدوا مناصا من العض على الجراح، خصوصا بعد أن ظهر لهم: أن التحركات العسكرية للمسلمين في المناطق المختلفة كانت تسقط مواقع العدوان والتآمر الواحد تلو الاخر، وتقضي عليها، أو تحولها إلى مواقع قوة وصمود للمسلمين. فكان أن رأينا المنافقين يشاركون في غزوة بني المصطلق ولعلهم كانوا قد وثقوا بانتصار المسلمين، فأرادوا الحصول على مكاسب مادية لهم. ولكن نفاقهم الذي كانوا يصرون على التبرؤ منه لم يزل يظهر على صفحات وجوههم، وفي فلتات ألسنتهم، الامر الذي أثار حالة من ________________________________________